الأحد، 6 أبريل 2008

وإذا مرضت فهو يشفين

بالطبع مررنا جميعا بمواقف تتعلق بالمرض سواء من قريب أو من بعيد ... وبالطبع أيضا اختلفت طرق تعاملنا مع المرض مثلما تختلف الأمراض نفسها .. فهناك مرض خطير وهناك مرض تقليدي وهناك حالات مزمنة كما أن هناك مريض متفائل ومريض يائس ومريض يقبل ما كتبه الله له أياً كان.
وبسبب وجود أحد الأشخاص المقربين لي في محنة مرضية .. بدأت أسترجع قصة لي مع المرض .. فمنذ عدة سنوات أُصبت بمرض مفاجئ يتسبب في دخولي بغتة في حالات من الإغماء .. في أي وقت ودون سابق إنذار
فكنت أخرج من منزلي في أي يوم وبعد بضع ساعات أتصل بأمي وأخاطبها بصوت خافت مرتعش لأخبرها بأني في مكان ما أوصلني إليه بعض المارة المتصفين بالشهامة وأني قد أصِبت بحالة الإغماء .. فتهرع أمي القلقة لتحاول تدارك الأمر والوصول إليّ بأقصي سرعة لاصطحابي إلي المستشفي "علما بأننا نسكن في محافظة القليوبية وغالبا ما كنت أصاب بتلك النوبة في القاهرة" .
وبالتالي ..ظللت فترة من عمري أخرج يوميا ولا أدري ها سيمر اليوم هادئا أم سأصاب بتلك النوبة .. وهل سأجد من يمد لي يد العون أم ستباغتني في مكان خالٍ من البشر مثلا .. وه ستتمكن أمي من اللحاق بي أم سأظل في حالة الهبوط الذي يتبع الإغماء مدة طويلة ريثما تحضر أمي.. وهكذا .. تتقافز في رأسي التصورات المخيفة المتوقعة كل يوم ومع كل مرة تمتد يدي فيها لفتح باب منزلي للخروج.
ومن ضمن معاناتي حينها .. تضارب أقوال الأطباء .. وتعدد النصائح ووجهات النظر .. فهناك من يري ضرورة التدخل الجراحي مما يدخلني في حلقة جديدة من التوتر بسبب خطورة الجراحات في المخ وما يمكن أن يترتب عليها من آثار .. وهناك من يري أن التسرع في إجراء العمليات ليس حلا وأنني يجب أن أعطي فرصة للدواء الذي بدوره يحتوي من الآثار الجانبية ما يجعلني أفضل المرض علي أساس أن حالات الإغماء لن تضرني "أقصاها دقيقتين غياب عن الوعي يتبعهم شوية هبوط" .. وهناك من يري أني يجب أن أبتعد عن بعض العادات اليومية التي أقوم بها وتؤثر سلبا علي حالتي وبالتالي أدخل في صراع مع نفسي بسبب استحالة التوقف عن تلك العادات لأنها أصبحت أسلوب حياة بالنسبة لي .. فلا يمكنني الكف عن التعامل مع الكمبيوتر مثلا ليس فقط لتعودي الجلوس أمامه بالساعات ولكن لأنه أيضا تخصصي وبالطبع لن أتمكن من الاستمرار في دراستي بدونه .. وهكذا
وبسبب ذلك التخبط والخوف والتوتر قررت التوقف عن كل هذا وقررت الكف عن محاولات العلاج .. فلن آخذ الدواء ولن أذهب للأطباء ولن ألجأ لرسم المخ من جديد .. فقط سأستمر في حياتي الطبيعية وكأن شيئا لم يكن .. فما الذي يمكن أن يحدث؟؟
وبالفعل .. ظللت ما يقارب ثلاث سنوات من القلق والترقب والإغماءات .. وبعد تلك السنوات الثلاث .. اختفي المرض فجأة مثلما جاء فجأة
ووجدت نفسي أعود كما كنت تماما قبل ذلك المرض .. فلا إغماءات ولا أي أعراض أخري .
وهنا .. تأكدت ظنوني وزاد يقيني في أن الله وحده هو فقط من يملك القدرة علي شفائي وهو من يملك سلطة اختباري بتجربة المرض .. فلا دواء ولا أطباء ولا عادات صحية .. لا شيء يملك رد قضاء الله .. ولا شئ يحجب رحمته .. وكما شفانني الله عز وجل فهو بإذنه قادر علي شفاء جدتي .. وهو القادر علي تحويل معاناتها إلي العفو عنها .. وكما رضيت بقضاء الله في مرضي وعلمت أن الخيرة دائما فيما اختاره الله فإني علي يقين تام بأن ماعند الله خيرٌ وأنه مهما كان أمره فيما يخص جدتي فهو بالطبع أفضل لها .
فعسي الله أن ينعم عليها وعلي كل المرضي بالشفاء ويقوي إيمانهم وعزائمهم ويثبتهم في مواجهة محنهم ويهوّن عليهم آلامهم ويغفر لهم ذنوبهم .

فدوي نزار
http://sotourfadwa.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

Mostafa Elzaher يقول...

السلام عليكم
اتمنى الشفاء لجدتك. و حاولى تطمنينا زى البشمهندس اشرف بيطمنا على اخوه . باذن الله خير .