الأربعاء، 15 أغسطس 2007

كادت تموت

منذ يومين قررت تغيير المياه لسمكتي الصغيرة _حيث يجب تغيير المياه التي تعيش فيها السمكة مرة كل يومين تقريبا_, ولكي أنجز مهمتي علي أكمل وجه أحضرت إناءا آخر لوضع السمكة به لحين انتهائي من تنظيف مسكنها _اللي هوة حوض السمك_ وقمت بوضع السمكة في الإناء البديل , ولكني انشغلت بعمل آخر وتركت السمكة في الإناء البديل فوق مكان مرتفع جداااا _من وجهة نظر السمكة طبعا_ وبينما أنا أهيم في جنبات المنزل بلا هدف محدد , ساقتني قدماي إلي المطبخ _حيث وضعت السمكة_ وشيء ما لا أعرفه حتي الآن جعلني أنظر إلي الإناء البديل إياه _ اللي كنت حاطة فيه السمكة _ وصُعقت لأنني لم أجدها , وأخذت أفكر هل يُعقل أن تكون قد تحولت زعانفها إلي أجنحة و طارت مثلا؟ بالطبع لا ... طيب هل يمكن أن يكون أخي عطف عليها وقام بغسل حوض السمك ثم أعادها إليه ؟ ممكن ولكني نظرت أمامي فوجدت حوض السمك مازال في مكانه فارغا إلا من سائل التنظيف الذي كنت أضعه فيه بنفسي لغسله .. إذاً لم يضعها أخي في حوضها .. فأين يمكن أن تكون قد ذهبت ؟؟


في هذه اللحظة تفتق ذهني عن تفسير مريع لما يمكن أن يكون آل إليه حال السمكة .. من المؤكد أنها ... وقعت خارج الإناء ...بس فين برضه؟؟؟


ويشاء السميع العليم أن أنظر إلي الأرض لأجد السمكة في مكان مريب .. تحت الثلاجة ... وطبعا استغربت وقولتلها _في عقلي يعني طبعا ماتكلمتش معاها , انا لسة ماتجننتش _ قلتلها بتعملي إيه عندك يا تري؟؟ ونزلتي هنا إزاي أصلا ؟؟
طيب أرجعها مكانها تاني إزاي علما بأني مش بعرف أمسكها لأنها بتتزفلط وأكيد ها تقع تاني , وبالتالي توصلت إلي خطة من النوع الجهنمي وناديت علي أخي لكي يمسكها بنفسه وقلت له إلحق يا شادى السمكة انتحرت تعالي امسكها وحطها في المية علي ما أغسل حوض السمك يمكن تكون لسة عايشة


وبالفعل أمسكها شادى ووضعها في المية وغسلت حوض السمك وحطيتها فيه وهي قاطعة النفس وقعدت أقول يا رب ماتموتش _طبعا هي زمانها ماتت وشبعت موت أثناء تفكيري العبقري والحوارات دي كلها _ بس سبحان الله لم تمت بس يمكن من نقص الأكسجين يكون جالها تخلف عقلي , آدي آخرة الانتحار


بس يا تري ليه رمت نفسها في البر وحاولت تنتحر؟ يمكن زهقت من المية وحبت تهرب ؟ أو زهقت من الوحدة _رغم إنها نوع من الأسماك يسمي المقاتل ولا يمكن وضع سمكة أخري معه لأنه سيقاتلها حتي النصر أو الشهادة _ وبالتالي فهو كائن غاوي وحدة أصلا ومالوش في الطيب نصيب


بس السؤال اللي محيرني بجد إزاي نجحت في الإلقاء بنفسها خارج المياه وكمان من فوق هذا المكان شاهق الارتفاع ؟ مفيش حل غير إنها تكون طارت وبالتالي ممكن يكون في بيتنا سمكة طائرة . سبحان الله


فدوى نزار

الأربعاء، 8 أغسطس 2007

حالة من الركود

لاشك أننا نشهد هذه الفترة نوعا من الخمول في العديد من المجالات , فعند بداية الأجازة مثلا كنا مصممين علي استغلال أيام فراغنا فيما يفيدنا علميا وبدنيا وفكريا وكنا قد وضعنا العديد من الخطط لتنفيذ مشاريعنا المستقبلية
ولكن , بعد مرور الأيام ونجاح أو فشل تنفيذ هذه الخطط نجد أنفسنا وقد أصابتنا حالة من الملل والركود , فلم نعد نسعي للتخطيط ولم نعد مصممين علي شغل أوقاتنا , ولم نعد نهتم بإعادة المحاولة فيما فشل من خططنا
كما لم نعد نعبأ بالمشاركة في مجالات كنا نواظب عليها منذ أيام ليست ببعيدة , فمثلا كنا من قبل نشارك بالعديد والعديد من الرسائل في الجروب البريدية الخاصة بقسمنا _قسم حاسبات_ كما كان البعض منا يشارك في المدونة بانتظام , ولكن الآن قلت المشاركات _إن لم تكن انعدمت _ , وقد يرجع السبب إلي انشغال البعض في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أنياب الزمن , حيث لم يبق إلا أيام ونعود لمعترك الدراسة المرهق الذي يمنعنا من الالتفات لأي شيء غيره حتي لو توفر لدينا الوقت
ورغم اعترافي بقوة عجلة الحياة التي تسوق كل إنسان في سبيل تحقيق التوازن الطبيعي لحركة الكون , مما يفرض الانشغال علي الجميع ويمنعهم من الترويح عن أنفسهم أو حتي ممارسة ما يريدون من نشاطات "مسلية" , رغم كل هذا فإنني لا أفضل فترات الركود خصوصا لو كان ركودا فكريا يعطل الإنسان عن التعبير أو عن إخراج ما يعتمل في نفسه , فمن رأيي أن القلم هو أقوي سلاح لمقاومة أي مشاعر سلبية أو إيجابية تدور في النفس البشرية , ولهذا فإن الإمساك بالقلم لا يعتبر مجرد هواية أو وقت مستقطع من الأيام ولكن هو ضرورة حياتية أساسية كالماء والهواء

فهذه دعوة لمناهضة الركود... دعوة للتنفس... دعوة للإمساك بالقلم والتعبير...دعوة لاستعادة النبض المنقطع ...دعوة للحياة

فدوى نزار