الخميس، 8 مايو 2008

الضلال

طبعا كل منا سمع عن كلمة الضلال , وكثيرا ما نري شخصا يتهم الآخر بأنه "ضلالي" , فما هو الضلال ؟؟
لن أصف الضلال بمفهومه اللغوى , ولكن سأصفه من وجهة نظري البحتة
بالنسبة لي .. الضلال هو فقدان الطريق الصحيح .." يعني مثلا فلان ضل الطريق يبقي تاه " .. ليس فقط الطريق المادي الذي نسير فيه بأقدامنا , بل الطريق المعنوي الذي تطؤه أخلاقنا
فشخص مدّعِ يفتري علي الآخرين كذبا , يتطاول علي غيره , يفتعل وهما ويصدقه بل ويعيش فيه , يتحدث عن الآخرين بما ليس فيهم , ويصف نفسه بما ليس فيه , يدفعه غروره للظن بأن لن يقدر علي ردعه أحد , يستمر_ رغم يقينه من أنه علي خطأ _ في جرائمه الشنعاء , يزيد من ضآلة حجمه أمام نفسه والآخرين ... وفوق كل هذا .. يتصف بأبشع صفة علي الإطلاق , وهي عدم تقوى الله .. فهو شخص ضلالي .
لو أن هذا الشخص يضع الله نَصب عينيه , ويتقيه , ويخشاه , ويعلم أن الله يضحد كيد الكائدين ويدرأ حقد الحاقدين , لو يدرك أن الله لن يدعه يمر هكذا دون عقاب , لو يعلم أن الله يرفع الظلم , لو يعلم أنه مهما سانده ضعفاء النفوس فسوف يبقي المنتقم الجبار له ولهم بالمرصاد , لو يفطِن إلي أن أقوي إنسان علي وجه الأرض هو من ليس له ناصرٌ إلا الله , لو يتخيّل بأس الله , لو يتذكر قدرة الله عليه , لو يوقن أن الله يعلم كل شيء ولا يخفي عليه الشر الكامن في نفس ذلك الشخص , لو يتق الله ... لفكَّر مئات المرات قبل أن يمد يده أو لسانه للنيل من الأبرياء .
ولأنني للأسف تعاملت مع شخصيات مثل تلك .. فإنني أُشفِقُ عليهم , لا أعلم كيف سيتحملون عقاب الله , كيف يواجهون أنفسهم كل ليلة حين يراجعون أفعالهم المشينة _بالتأكيد أمثالهم لا يراجعون أنفسهم أساسا وإلا لكانوا رجعوا عما يفعلوا_ , هم حقا يستحقون الشفقة .. يستحقون الدعاء لهم بالهداية .. هم في أمَس الحاجة لأن يسامحهم من ظلموه _ لكن هيهات _ , الغريب في الموضوع وما يثير الدهشة والضحك , أن تلك الشخصيات تحاول جاهدة أن ترسم علي وجوهها قناع البراءة والتديُّن , لا أعلم هلي رغبة في خداع الآخرين أم أنهم يخدعون أنفسهم , وما يخفف من وطأة الأمر أن كل البشر يعلمون حقيقتهم ويعلمون كذبهم وافتراءهم .
وأقول لهم _لتلك الشخصيات الضلالية معدومة الضمير_ بكل فخر , أثق تمام الثقة في قدرة الله عز وجل علي أن يكفينا شروركم ويدفع عنا افتراءاتكم ويضحد كذب ادعاءاتكم , وبكل أسف علي حالكم .. أعلم أيضا أن الله سينتقم لنا منكم الانتقام العادل , وأنه تعالي أقدَرُ منّا علي ردعكم _ أنتم ومن ينصركم بغير علم _ , ولأن الله وحده هو الغفور الرحيم , ولأننا بشر لم نبلغ بعد مرحلة الرحمة والتسامُح , فمن كل قلبي وجوارحي ومع كل نفس من أنفاسي .. أدعو الله أن يريَني ثأري في من ظلمني .. وأدعوه أن يعطيكن علي قدر نياتكن السيئة .. وأذكركن بقوله تعالي "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .. وأن الله سبحانه قادر علي أن يجعل من بين أيديكن سدا ومن خلفكن سدا .. وقادر علي أن يبقيكن للأبد في ظلم بصائركن وغفلة ضمائركن .. وأدعو الله مخلصة أن يكفي الآخرين شروركن , ويحمي العالم أجمع من الوباء المتفشي المسمي عدم تقوي الله والذي للأسف طالكن منذ أمد بعيد .

وختاما .. للمرة الثانية .. اللهم أرني ثأري فيمن ظلمني

فدوى نزار

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

أميييييييييييييييييييييين

Mostafa Elzaher يقول...

اولا بعد طول غياب اخيرا . ثانيا موضوع قوى مش هقدر اتكلم فيه . غير انك مش هتلاقى بشر على وجهه الارض زى ما انت عاوزه فى خيالك "توفى من 1400 سنه تقريبا" ف اكيد هتلاقى كل الناس بتجمع اجزاء من الشخصيات اللى رسماها فى خيالك ولكن مستحيل يحققوا كل شئ ف متتوقعيش ان الضلال لوحده ده اكيد فى مليون مصيبه بس برده زى ما فيه مصايب فيه اكتر منها خير .
هى بس المشكله ان المصيبه دى احيانا تكون غير محتمله و بالتالى الشخص نفسه يكون غير محتمل . المهم "كرمك اكبر من المشاكل دى" و كمان اللى خلقنا هو اللى هيحاسبنا . بس انا عارف احساسك بفقدان الثقه فى ناس كنت واثقه فيهم.
so much to lose and so much more to gain