الاثنين، 23 فبراير 2009

مساحة من الحرية ... مساحة من التعبير ... مسحة من الأمل


وحشتني المدونة .... وحشتني الكتابة .... وحشتني كل حاجة اتعودت أعملها في حياتي
زمان مع بداية علاقتي بالتدوين شعرت وكأنني أخيرا وجدت المتنفَّس الذي طالما بحثت عنه , وجدت مساحة أستطيع من خلالها التعبير عن كل شيء وأي شيء , مساحة للنقاش والتعرف علي آراء الآخرين التي قد توضّح لي ثغرة ما أو تغير لي فكرة خاطئة تكونت بفعل عبث الأفكار المتناثرة من حولي
بالنسبة لي الحرية هي الإمساك بالقلم وخط ما يداعب مخيلتي من كلمات أيا كان موضوعها ومهما كانت قوّتها , جرأتها , أو حتي قسوتها ... فالكتابة مثل الرياح , لا يمكن كبحها ولا السيطرة عليها ولا حتي التنبؤ بدقة باتجاهها.
ومنذ فترة لا أعلم مداها ... حُجبت عني نسائم التعبير ...فقَدت دون أن أدري إكسير حياتي ... غاب عني الأنيس الوحيد لأيامي ... وجدت نفسي فجأة غير قادرة علي الإمساك بقلمي , ليس لدي لا الوقت ولا الدافع للكتابة , ليس لدي حتي أدني أمل في قدرة السطور علي تغيير دفة سفينتي بعيدا عن دوامة الألم التي أتجه إليها بكل سرعة وعنف.
لست أدري كم لبثت في هذه الحالة غير المنطقية ولا المقبولة من قِبَلي , ولست أدري كيف ولا متي قررت كسر الحاجز الذي بُنيَ بيني وبين كتاباتي , ولست أدري كيف أمسكت بالقلم من جديد ولا ماذا كتبت , جلّ ما أدركه حاليا هو أنني أكتب ... أكتب وأكتب دون توقف , أكتب في كل مكان وفي أي وقت وعن أي شيء , أكتب كأنه آخر عهدي بالكتابة , أو كأن العمر أوشك علي الانتهاء وأنني أرغب في تدوين همساتي قبل انقطاعها .
لا أعلم هل تمر الأيام ويعود حبر قلمي للجفاف مرة أخري أم أستمر في سيل الكتابة الجارف إلي أن تتناثر أوراقي ولا أستطيع حصرها.
أعلم أنني مازلت لا أملك الوقت للكتابة , لكنني حاليا أدرك أنني لا أستطيع التوقف , وأن أوراق ومدونات العالم أجمع لن تكفي لإشباع شوقي للكتابة , ولن تكفي لإعطائي المساحة الكافية لسرد كل ما يدور في مخيلتي , كما أعلم أن قلمي أيضا لن يستطيع تماما مجاراة اندفاع أفكاري وقد تضيع منه بعض التفاصيل ... لكنني لن أتوقف من أجل هذا ... فالكتابة كما أنها تعبير عن الحرية , فهي كذلك مسحة رائعة من الأمل .

فدوى نزار
http://sotourfadwa.blogspot.com

هناك تعليق واحد: