الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

فاكرين " كادت تموت " ؟؟

منذ عدة شهور كتبت في هذه المدونة عن سمكتي التي كادت تموت , عموما , عشان ماطوّلش عليكم , السمكة ماتت بالفعل منذ عدة أيام , إنما المرة دي ماتت بشكل طبيعي جدا لا يدّ لي فيه.
بس الموضوع اللي عايزة أتكلم فيه مش موضوع سمكتي اللي ماتت , الموضوع هو لماذا نقتني الكائنات الأليفة في منازلنا؟؟
يعني بالنسبة لي .. كان عندنا بوبي اسمه لاكي"مع الاعتذار ليه عن كلمة بوبي دي لأنه كان كلب حراسة زي الأسد" , وبعده بشوية السمكة دي "وكلاهما مات وشبع موت"
لكن المشكلة إن كل كائن حي بيدخل البيت كنت بتعلّق بيه , صحيح تعلّقت بلاكي أكتر من السمكة , يمكن عشان قدرته علي التفاعل واللعب والنباح وما إلي ذلك من مظاهر الحياه , لكن هذا لا ينفي تعلقي بالسمكة أيضا .. فما سر هذا التعلق بالكائنات الحية
رأيي الشخصي الثابت _اللي بيزعل صديقاتي علا وسارة_ أن سر التعلق بالحيوانات هو عدم قدرتها علي الخيانة أو الغدر أو حتي إنكار الجميل , وفي المقابل براعة بني البشر في التمثيل والخداع والكذب وكل الصفات البشرية المكتسبة والتي تجعل من الحيوانات أصدقاء أوفياء يؤمَن جانبهم أكثر من البشر.
وعشان علا وسارة مايزعلوش , بالطبع يوجد من نأمن جانبهم في بني البشر ولكن هذا يقتصر فقط علي الأسرة والأصدقاء المقربين , لكن ما دون ذلك أتعامل معهم بمبدأ افتراض سوء النية إلي أن يثبت العكس.
أعتقد , بل أكاد أُجزم , بأنه لا يوجد إنسان علي وجه الأرض قد يجد فرصة لإيذاء آخر ولا يغتنمها , فقمة السعادة لهذا النوع من البشر أن يضع الآخر كما نقول بالعامية "تحت ضرسه" , وعلي العكس , فقد كنت أضع يدي المجردة داخل فم "لاكي" وبين أنيابه الحادة , ولا يفكر حتي في غلق فمه خشية أن يؤذي صديقته التي يشعر تجاهها بالوفاء الفطري.
طبعا لن أستمر في ذكر مظاهر وفاء الكلاب ولا الاختلافات بينها وبين البشر _الذين تغيرت فطرتهم من البراءة إلي الغدر والشر_ ليس فقط لأن تلك الاختلافات واضحة ولا تحتاج للمزيد من الشرح , ولكن أيضا لأن صفحات المدونات لا تتسع لذكر كل تفاصيل الاختلاف التي للأسف ترجّح كفة الحيوانات.
المشكلة الحقيقية هي أني لا أدرك إلي الآن سر تحوّل الإنسان من كائن بريء فطر الله قلبه علي الصفاء والنقاء , إلي كائن بارع في الحقد والكراهية والإيذاء وفاقد للحس و...و....و... .
متي تحولت دنيتنا إلي غابة كثيفة الأشواك ؟؟؟ متي نسينا طبيعتنا البشرية ؟؟؟ متي أصبحت سائر الكائنات الأخري أفضل منا ؟؟؟ متي فرّطنا في إنسانيتنا ؟؟؟ ومتي نعود ؟!!!!


فدوى نزار
http://sotourfadwa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: