الاثنين، 10 مارس 2008

Viva Ma Ville


لمن لم يدرس الفرنسية في الثانوية العامة .. فالعنوان معناه "عاشت مدينتي"

أندهش كثيرا حين أري من يحاول إخفاء أصوله أو مكان مولده أو حتي مكان سكنه .. ظنا منه أن كونه من مواليد أو سكان مدينة غير قاهرية يعني كونه ريفياً وهذا لا يعجب البعض من ذوي النفوس المريضة الذين تبرّأو من أصولهم وجذورهم لنفس الأسباب غير المنطقية .
ولأني حتي الآن لست من سكان القاهرة .. فإني أشعر وألامس تلك المنطلقات عن قرب .. وأتعجب حين أري من يعتقد أن المواطن الريفي يختلف عن المواطن القاهري !! بل إنني أحيانا أحاول عمل مقارنة مثلا بيني وبين أي مواطن قاهري .. فأجد كلانا متشابهين في كل شيء بل قد تزيد بعض النواحي الشخصية في أحدنا عن الآخر ليس لها أي علاقة بالمنشأ ولا مكان المعيشة .. فمثلا قد يكون الله عز وجل منحني موهبة الصياغة سواء في اللغة العربية أو الإنجليزية .. ومقابل ذلك منح الآخر موهبة مختلفة أيا كانت .. ولكن كل هذا لا يمت بصلة لبلد المنشأ "علي أساس أننا بشر ولسنا منتجات صينية أو تايوانية"
ولله الحمد لم أمر بصدام المحافظات المصرية قبل اليوم .. قد يكون بسبب تطور المجتمع وما تبعه من تطور العقول الواعية وبالتالي أصبح وجود الجهل المجتمعي ظاهرة نادرة ..وقد يكون بسبب انتقائي من أتعامل معهم بدقة أو لأني أترفع عن مثل هذه التفاهات اللامنطقية... ولكن اليوم تحديدا .. تصادف تواجدي مع شخصية من الزمن القديم الذي لم يعرف بعد أن العالم أصبح قرية صغيرة .. شخصية من عالم آخر في وجهة نظرها .. عالم يخيّل لها أن كونها قاهرية فإنها من طبقة عليا أرستقراطية ليبرالية رأسمالية .. وأن سكان باقي المحافظات ما هم إلا الطبقة الديماجوجية البلوريتارية من العمال والفلاحين "عامة الشعب" ..
وبقدر ما أضحكني أن مثل هذه الأفكار مازالت موجودة في عصرنا هذا وبين وسط الشباب المتعلمين!! بقدر ما أثار موقفها إشفاقي علي أمثالها ممن لم يلحقوا بركب التطور الفكري والأخلاقي .. وللحق فإني لا أعرف هل هذا التخلف الاجتماعي والطبقي خطأ منها هي نفسها أم خطأ أفكار رجعية تشربتها من أي إناء فاسد .
وللأسف .. لم أستطع اتخاذ رد الفعل المناسب في مواجهة مثل هذا الموقف لأني صُدمت للوهلة الأولي .. صُدمت في الشخصية نفسها , وصُدمت من فكرة وجود تلك الأفكار الرثة في عقلها ..ولأني لم أتوقع أن يتدني مستوي الحوار من جانبها لهذه الدرجة وخصوصا لأني لن أقدر علي النزول لمثل هذا المستوي .. وبالتالي آثرت الصمت والانسحاب من بئر التدني .. والاستعانة علي صمتي بكتابتي .. فالقلم ولله الحمد يأبي أن يتدني أو يتدنس بما يسيء لقواعد اللياقة التعبيرية .
وأحمد الله _الذي لا تعد نعمه ولا تُحصي _ علي طبيعتي المتحفظة التي أنقذتني من مخاطر الدخول في مثل هذا التيه من الحوار غير الحضاري
الغريب في الأمر أن تلك الشخصية رغم ما ظهرت عليه من اللا مستوى .. مازالت تعتقد أن سكان الريف المصري هم غير المتحضرين !! صدقيني يا أميرة القاهرة .. التحضر سمة شخصية لا علاقة لها بالبلد ولا موقع الإنسان , وعسي الله أن ينير بصيرتك ويوسع مداركك حتي لا يتضاءل حجمك أمام المحيطين بك ..
و بغض النظر عن الفروق الطبقية الدائرة في مخيلتك النازية .. فعلي الأقل حريٌّ بك أن تتذكري أن من أهم مبادئ ديننا الحنيف كون الناس سواسية .. ورحم الله التواضُع الذي تم وأده في ثَرَي العنصرية .
وفي نهاية حديثي .. لا أملك سوي تحية مدينتي الريفية التي أكن لها كل الاحترام والتقدير وأعلم أن مثل تلك الأقاويل لن تؤثر في عراقة الريف المصري ولن تجرؤ علي التقليل من شأنه .. وأدعو الله أن تكون تلك الأفكار حالة فردية وليست مرضا معديا يتفشّي "لا قدَّر الله" في بدن المجتمع المصري القوي الراسخ .. وإذا كان مرضا معديا فيجب أن يبدأ الأصحاء في إبادته عن طريق نشر التعاليم الدينية والاشتراكية .. ورحم الله كارل ماركس .


فدوى نزار
http://sotourfadwa.blogspot.com/
http://one--all.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات: