الجمعة، 18 يناير 2008

وتستمر الحياة

كنت أسير في الطرقات دون وجهة محددة حين ساقتني خطواتي إلي المنزل القديم , وجدت نفسي أقطع درجات السلم في شغف واشتياق .. فتحت الباب وانطلقت إلي حجرتي .. يتسلل ضوء خافت من النافذة .. رأيت ألعابي الصغيرة وكرّاساتي التي اختفت الأحبار إلا من بعض سطورها القليلة .. تحركت إلي أحد أركان الغرفة .. تحسست كومة الأشياء الملقاة عشوائيا فوق بعضها .. أثار عبثي بها ذرّات غبار الزمن المتراكمة .. توقفت برهة عند كل شيء تطاله يدي .. كم من الذكريات داعبت رأسي .. وجدت ريشتي التي لا تزال تحتفظ ببعض من شعيراتها .. ووجدت قوارير الألوان التي جففتها أيام الانتظار , وبعض لوحاتي القديمة ووريقات خواطري .. كم كانت أيام الطفولة رائعة .. خالية من المشاكل والمسئوليات والتفكير في المستقبل أو الإعداد لمجابهته .. تنبهت من جولتي في عالم الذكريات ونظرت في ساعتي لأجد أستار السماء قد أسدلت خيوطها .. شرعت في الخروج ببطء من حجرتي القديمة , ناظرة إليها مرة أخيرة كمن يودّع مرحلة كاملة من حياته .. نزلت درجات السلم في تردد .. سرت من جديد في الطرقات , ولكن الآن أعرف وجهتي المحددة ... البيت الجديد .
فدوى نزار

ليست هناك تعليقات: