الجمعة، 21 سبتمبر 2007

قوة الإنسان

أحيانا تمر علي الإنسان فترات من التوتر والذبذبة , وتصبح كل الأشياء من حوله هلامية , لا يعرف حقيقتها .. وقد يعتقد المرء حينها أنه في قمة الوهن الإدراكي أو علي الأقل يشعربالضعف والرغبة في الابتعاد , ليس فقط عما يقلقه ولكن الابتعاد عن واقعه كاملا , والخروج من محيط الحياة الخانق ..
عند هذه اللحظة .. يتحول الضعف لقوة .. وتتغير الرؤية الضبابية إلي رؤية شاملة ..كمن ينظر إلي حياته علي أنها رقعة شطرنجية..فيرى كل التغيرات والأحداث وكأنها قطع في لعبة هو المسيطر عليها ويستطيع تحريكها حيث شاء وكيفما يريد
هذه المرحلة من التأمل للحياة .. قد تحتاج إلي وقت طويل قبل إدراكها .. وقد لا تأتي قط .. ولكن المؤكد , أنها حين تأتي ستجعل الإنسان في قمة قوته العقلية والنفسية .. ليس فقط لقدرته علي العلو فوق كل المؤثرات السلبية , ولكن أيضا لتغلبه علي ما يواجهه من صعوبات .. وتحويل ضعفه إلي قوة .
فقوة الإنسان لا تقاس بمدي صلابته في المواجهة , ولكن تقاس بمدي قدرته علي استعادة اتزانه بعد صدمة أو ألم , وقدرته علي النزول من جديد للساحة , وعدم التفاته لما مضي إلا بغرض التعلم والاستفادة
.

فدوى نزار

ليست هناك تعليقات: